top of page

الأستاذ عبد المنعم الملا - خميس الانتفاضة ضد ثورة نظام الملالي الاجرامي



خميس الانتفاضة ضد ثورة نظام الملالي الاجرامي ... وعلاقته بالخميس العربي

عبد المنعم الملا


اشتعل فتيل الثورة في ايران ، يوم الخميس 28 كانون الاول 2017 ، ضد نظام الملالي الإجرامي وثورته المزعومة التي حاول تصديرها سنة 1980 ففشل وتجرع السم ، ثم عاد لتصديرها إلى الدول العربية مرة أخرى واستطاع السيطرة على أربع عواصم منها بمساعدة الأميركان والعرب للأسف بعد احتلال العراق 2003 .

ولاشك أن كل من سمع بهذا الخبر الجميل والمفاجىء في العالم وخصوصاً الشعوب التي عانت من إجرام نظام الملالي عبر ميليشياته السائبة المنتشرة في الدول التي تسيطر عليها ايران ، قد طار فرحاً بهذا الخبر وصار يتابع الأخبار أولاً بأول وأصبحت ابتسامته لا تفارق محياه بعد شبه حالة يأس عامة من أي وميض أمل في التخلص من إرهاب ميلييشيات إيران وسياسة نظامها المللي التوسعية العنصرية لا على حساب الشعوب المضطهدة من هذا النظام ( داخل وخارج ايران ) ، بل شمل التمدد والتوسع على حساب تراجع الأنظمة العربية الرسمية والذي أدى بالنتيجة إلى الهوان والخنوع الذي أصاب النظام الرسمي العربي ودخوله نفق الخلافات بين بعضهم البعض ، بدلاً من الوقوف بحزم ضد المشروع العنصري الفارسي في السيطرة على المنطقة .


وباتت تلك الشعوب التي نالها إجرام نظام الملالي في إيران تعد الأيام والساعات لنهاية هذا النظام الإجرامي ، فانتشرت حمم الثورة بأيام قليلة ووصلت غالبية المدن الإيرانية ، وشملت كافة الشعوب الفارسية وغير الفارسية المضطهدة والتي عانت من جور وظلم هذا النظام المتستر بالدين والمتحصن خلف أسوار قلعة الممانعة والمقاومة المزعومة ( لإسرائيل وأمريكا ) ، رغم أن ( النظام الإيراني ) لم يقدم شهيداً واحداً منذ 1948 وحتى يومنا هذا ، بل لم يقذف بحجارة أو يطلق رصاصة باتجاه إسرائيل إطلاقاً ، وكل ما توعد به ( إيران محور الشر ) إسرائيل وأمريكا ( الشيطان الأكبر ) من أسلحة جرثومية وصورايخ بالستية ، استخدمها ضد العرب ولازال يهدد ويضرب عبر ميليشياته المنتشرة على الأراضي العربية .


وحقيقة كان أول ما تبادر إلى أذهان العربي ( حكومة وشعباً ) بأعتباره المتضرر الأول من نظام الملالي في إيران وسياسته خارجها ، بعد سماعه نبأ الانتفاضة الإيرانية ، أن الدول العربية كلها وخصوصاً الخليجية منها سيسارعون إلى نبذ كل الخلافات أو التوقف عنها والدخول في هدنة على أقل تقدير ، وانتهاز الفرصة التي إن ضاعت فلن تتكرر ، لتتوحيد الجهود ومواجهة المشروع الفارسي التوسعي العنصري وضربه في عقر داره من خلال تسليط الضوء إعلامياً على الثورة الإيرانية وتقديم الدعم الكامل واللامحدود أو المشروط للشعوب الثائرة في إيران بوجه نظام الملالي .، أو بتخصيص 10% من الصفقات العربية المليارية لشراء الأسلحة الغربية ، خصوصاً وأن لهم ( أي الانظمة العربية ) علاقة مع بعضٍ من تلك الشعوب المضطهدة ، الثائرة اليوم في إيران .


لكن يبدو أنه كتب علينا أن نعيش خيبة الأمل ونرى الخذلان والهوان العربي وقد أمسى صفة متلازمة للموقف العربي الرسمي والذي سبقه أتوماتيكياً موقف الأحزاب والتيارات والجماعات المرتبطة بإيران عقدياً وسياسياً مثل الأحزاب الإسلامية والسياسية في العراق تحديداً وباقي الدول العربية ، وعلى رأسها الأحزاب المشاركة في العملية الطائفية السياسية ومنها الحزب الإسلامي ( الوجه الآخر للأخوان المسلمين الذين فجعوا ونكبوا بهذه الثورة ) ، والأحزاب الإيرانية المنشأ والهوية ومنها حزب الدعوة والمجلس الأعلى ، وآخرهم الحزب الشيوعي العراقي الذي لا يعترف بدين أساساً ، فيا لغرابة الصدف التي جمعت بصورة متباينة متقاربة إلى حد ما كلاً من الموقف العربي الرسمي رغم كل تلك الخلافات بين دولهم ، والأحزاب الإسلامية والعلمانية المشاركة في العملية السياسية في العراق والتي تعاني من اختلافات وخلافات دموية فيما بينها .


ثم تبعه الموقف العربي الإعلامي ( أفراداً ومؤسسات ) ، فبدل أن تُغتنم هذه الفرصة التاريخية أُطلق العنان للفيف من المؤسسات العربية والإعلاميين العرب أن ينوحوا ويكتبوا بما يؤيد كبح جماح الثورة في إيران إما عبر الإشادة بالنظام ودوره الاستراتيجي في المنطقة بشكل عام وفي مواجهة الثوار المنتفضين في إيران ، أو بإطلاق الفبركات الإعلامية المضادة للثورة والثوار وربطها بعقدة المؤامرة الغربية .


فانتفض هذا الرهط الإعلامي عن بكرة أبيه ، رغم كل تلك التقاطعات الفكرية والأختلافات المنهجية بين بعضهم البعض ، ليدافع عن نظام الملالي بشكل مباشر وغير مباشر ، مستتر على نفس طريقة " التقية " التي يستخدمها نظام الملالي في إيران منذ 1979 ، فعلى مستوى المؤسسات الإعلامية العربية وخصوصاً النافذة والشعبية منها ، فكان تفاعلهم خجلاً جداً وأحياناً معدوماً وداعماً للنظام الإيراني ، وكان في مقدمتهم فضائيات الإعلام العراقي المرتبطة بعضها بشكل أو بآخر بما تسمى بالحكومة العراقية ، والتي أصابها الإسهال والتهستر في الدفاع عن النظام في إيران والسبب معروف ولا يحتاج للتكلم عنه ، وبات يكفي مشاهدة أي من قنوات هذه المؤسسات الفضائية ، لتعيش حالة الغثيان والاحساس بأنك تريد ضرب أحدهم بنعلك لو قُدر لك هذا الأمر .


أما على مستوى الإعلاميين والسياسين العرب فحدث ولا حرج ، فلقد ثبت أن ما كانت تنفقه الممثليات الإيرانية في العالم والتي تفوق ميزانيتها ميزانية عدة وزارات في داخل إيران ، إنما أنفقته من أموال الشعب الإيراني والأموال المسروقة من العراق على شراء أقلام وذمم الإعلاميين والسياسيين العرب الذين انتشروا كما تنتشر الخلايا السرطانية في الجسد ، قد عاد إليها إيجابياً بالمواقف والأقلام العربية المهينة التي تدافع عن نظامٍ استبتدادي توسعي عنصري استباح أوطانهم وقتل شعوبهم ووقف ضد إرادة الشعوب المتحررة الأعلم من أؤلئك المأجورين بظلم وجور نظامها ، فمنهم من كان فاعلاً ويخرج علانية للدفاع عن نظام الملالي ومنهم من يتحين الفرص مثل أفاعي التبِنَ ، ليلدغ ثم تعود لتختفي من جديد ..!


من هؤلاء الإعلاميين هم بعض القوميين العرب أو المحسوبين عليهم ، أمثال عبدالباري عطوان وانيس النقاش ، كمثال قريب لمن شحت أحبار أقلامهم لكثرة مستأجريها وبحت أصواتهم لكثرة المزادات التي روجت فيها بين مشتريها وبائعيها .


وبقراءة سريعة لكل ما ذهب إليه هؤلاء نجد أنهم اتفقوا على دعم نظام الملالي من خلال التصريح بأن ( هذه المظاهرات ترغب بتقويض الاستقرار الإيراني من الداخل ، وبالمقابل إظهار ملائكية النظام في مواجهة الثورة والثوار معللين ذلك بعدم سقوط الآلاف من القتلى المتظاهرين ..!! ) ، إضافة إلى تصريحهم ( فبركة الثورة والانتفاضة وافتعالها بدعم أمريكي إسرائيلي ) ، ما يعني أن من وجهة نظرهم أنه يجب سقوط آلاف القتلى كي يقتنعوا بأنها ثورة وثوار ، ولأنه لم يسقط إلا العشرات من المتظاهرين لحد الآن فهذا يعني أن أمريكا وإسرائيل وراء هذه الثورة ، وتناسوا أو نسوا هرطقاتهم وعويلهم في ما يسمى بالربيع الربيع العربي وكيف أيدوا الثورة في تونس لمقتل شاب واحد والاعتداء على امرأة واحدة بالضرب في ليبيا ، رغم أن أقلامهم كانت مؤجرة من كلا النظامين وقتها ولكنهم انقلبوا عليهم وذهبوا بالاتجاه المعاكس لتلك الأنظمة ، تنفيذاً للدور الذي أُعطي لهم وقتها ممن تكفل برعايتهم بعد سقوط تلك الأنظمة .


أما على مستوى الإعلاميين الخليجيين ، فلم تكن القائمة بمختلفة عن قائمة باقي الإعلاميين والسياسيين العرب الذين يسبحون بحمد إيران وولي الفقيه ، رغم تعارض مواقف دولهم مع الموقف الإيراني ، وكان من أوائل من انبروا هم ثلة السياسيين الخليجيين المنبطحين بالكامل لإيران على رأسهم النائبين الكويتيين عبد الحميد دشتي وصالح عاشور والنائب البحريني حيدر الستري والبحريني الشهابي سعيد شهابي عيسى قاسم ممثل الولي الفقيه في البحرين ، والقائمة تطول وتطول باسمائهم .


لكن ما لفت الانتباه هو الإعلامي السعودي عبد الرحمن الراشد ، الفائز بجائزة أصدقاء الصحافة الإسرائيلية ، والذي نشر عنه الباحث السعودي الدكتور أحمد بن راشد بن سعيد أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الملك سعود دراسة تحت عنوان " عبد الرحمن الراشد والخطاب المتصهين " أتهم فيها عبد الرحمن الراشد بـ" تحيزه " مع أمريكا وإسرائيل " ضد العرب والمسلمين " ، وبالمناسبة يعتبر الراشد من العلمانيين المتشددين ضد الإسلاميين لكنه في نفس الوقت يعتبر الخميني ( مؤسس نظام الملالي ) قائداً للثورة المزعومة التي انتفض ضدها اليوم الإيرانيون ، حيث نُشرت مقالة كتبها عبدالرحمن الراشد ، ( الذي قارن بين مظاهرات 2009 وأعدها أنها الأقوى بحكم وجود من كانوا في الدولة آنذاك ومن خرجوا اليوم ليس لديهم أي تأييد حكومي على الأقل ، كذلك يرى فيها أن قيام النظام الإيراني بتغيير سلوكه أفضل من انهياره ) ، ثم تلت هذه المقالة مباشرة ، تغريدتان للإعلاميين السعوديين عثمان العمير وحسن المصطفى مفاد كلا التغريدتين واحد وهو ( من مصلحة دول الخليج استقرار إيران ) ، فيا سبحان الله ، استقرار إيران والإطاحة بالثورة وحد الدول الخليجية المتصارعة فيما بينها ولو إعلامياً .

أما بقية ما كتبه الإعلاميين العرب والخليجيين عن الثورة الإيرانية فلا يرتقي إلى مستوى الحديث عنه للوضاعة الفكرية والضحالة الإعلامية التي تناولوا فيها الثورة الإيرانية ، بل أن بعضاً منهم أصابه الاسهال الفكري اللاأخلاقي في الحديث عن انتفاضة الشعوب المضطهدة في إيران ، ولهذا وجب الإمساك عنهم وعدم التعريج عليهم .


خلاصة القول أن ما يربط بين خميس الانتفاضة في إيران وخميس العرب هو اسم ( يوم الخميس ) فقط لاغير ، فخميس الشعوب المضطهدة في إيران بوجه نظام الملالي الإجرامي يختلف عن خميس العرب في الشكل والمضمون والفعل ، لأن تلك الشعوب المنتفضة هلت واستقبلت يوم الخميس بدمائها التي تدفعها اليوم ثمناً لحريتهم من نظام الملالي المجرم ، بينما العرب هلهلوا ورقصوا بيوم الخميس وهم جلوس عطاشا خلف نظم المؤخرات الرجعية التي استعبدوها وتعودوا على استقبالها يوم الخميس في غرف نومهم .


فهل سيكون الخميس القادم أخر خميس للولي والرئيس ...؟ اذا كان فهلا بالخميس ، ونسأل الله أن يجعل أخامِس باقي الشعوب المضطهدة مثل الخميس الإيراني في المنطقة والعالم .


Featured Posts
Recent Posts
Archive
Search By Tags
Follow Us
  • Facebook Basic Square
  • Twitter Basic Square
  • Google+ Basic Square
bottom of page