top of page

الأستاذ عبد المنعم الملا - ما العلاقة بين الانتخابات العراقية وإمام الجامع وبيت الدعارة


- ما العلاقة بين الانتخابات العراقية وإمام الجامع وبيت الدعارة -


يُحكى أن شخصاً قوياً مفتول العضلات وأهوج ، جاء ومعه عاهرة قبيحة الشكل والمنظر ، فاستأجر لها بيتاً عنوة في حي راقٍ يقطنه العلماء والمثقفين والملتزمين خلقاً ودين ، وكان من بين ساكني ذلك الحي قلة قليلة جداً من الشواذ الذين قضوا حياتهم إما في السجون أو هاربين من العدالة لقضايا إجرامية أو مخلة بالشرف ارتكبوها ، فنال منهم جزاءه بالسجن وهرب منهم من هرب .

مرت الأيام والسنون وأمسى بيت تلك العاهرة يُشار إليه من بعيد ومعروفاً للقاصي والداني ، بعد أن استطاعت أن تستقطب كل أولئك الشواذ والهاربين وأسكنتهم معها في نفس البيت الذي استولت عليه بالحيلة والمكر وسرقته من صاحبه الذي استأجرها البيت أول مرة .


وباتت تجيء وتذهب يومياً وعلنياً بأشكال مختلفة من بائعات الهوى اللاتي حولن ذاك الحي إلى مرآب كبير للسيارات السوداء الفارهة والمضللة ، أصحابها أولئك الشواذ الذين صاروا من ذوي الكروش الكبيرة المليئة بالسحت .

ذلك الحي الراقي المصون ، بات من يصول ويجول فيه هم اللصوص والمجرمين دون خوف أو وجل ، فلقد حولوا كل شيء عكس طبيعته التي جُبل عليها ، فصار القانون سبة وتهمة وحُبس وراء قضبان السجن الذي يحرسه سارق بعد أن أصبح شرطياً بأمر من القاضي الذي قتل آلافاً بالأمس ثم ارتدى جُبة القضاء اليوم ويرفع رمز الحرية والديمقراطية بدل ميزان العدالة الذي وضعه تحت قدميه ليجلس على كرسي القضاء .

وهو نفس الحي الذي أمسى أهله أقلية رغم كثرتهم ، والشواذ أكثرية رغم قلتهم ، وامتلأت السجون بالعلماء والشرفاء بعد أن أطلق العنان للمجرمين واللقطاء ، وتحول الغريب إلى صاحب دار وصاحب الدار أمسى غريباً في داره ، فلقد استطاعت تلك العاهرة أن تتسيد ذلك الحي الراقي لتكون هي القانون والعقوبة تهبها لمن تشاء ، بل هي الراعي والرعية التي صُدرت حقوقها وسجلت باسم أولئك الشواذ والنكرات .

وبعد مضي أكثر من أربعة عشرعاماُ على وجود بيت هذه العاهرة وفي مساء ليلة كان القمر فيها بدراً مكتملاً ، دخل إمام أكبر الجوامع في ذلك الحي إلى بيت الدعارة التي تديره تلك العاهرة ، إنبهت بل وانصدم أهالي الحي لما رأوا إمام أكبر جوامعهم وهو يدخل ذلك البيت المشبوه ، فجلسوا ينتظرون خروجه كي يتأكدوا مما شاهدت أعينهم ، فخرج إمام الجامع قبل صلاة الفجر بقليل ، لم يفعلوا شيئاً أو يسألوه من صدمة ما رأوا ، جائهم الإمام وأقسم يميناً غليظاً لأهالي الحي ، أنه دخل من أجل أن ينصح وعساه يصلح حال تلك العاهرة ومن معها ثم خرج ليلحق صلاة الفجر في الجامع ،

من منكم سيصدق ما قاله إمام الجامع ؟!! .


هذه القصة كانت جواباً تهكمياً لأحد الأصدقاء عندما سألني " ألا يوجد شريفاً في العملية السياسية ؟ " فاسردتها له وهي تحاكي ماجاءت به أمريكا إلى العراق منذ 2003 وحتى يومنا هذا ، فلو افترضنا أن شريفاً ( إمام الجامع كعنوان مثالي وإفتراضي ) ، حاول أن يدخل العملية السياسية ليغير مسراها ويقتص من الفاسدين والمجرمين فيها دون أن يتلوث بها ، أفلا تكفي أربعة عشر سنة أن نقطع أي أملٍ بهذه العملية السياسية التي وصلت بفضائحها ما لم يصل إليه كل زناة وعواهر الأرض من فضائح ، بعد أزكمت الأنوف وأدمت القلوب وبددت أحلام الوطن والمواطن وصارت في مهب الريح .


Featured Posts
Recent Posts
Archive
Search By Tags
Follow Us
  • Facebook Basic Square
  • Twitter Basic Square
  • Google+ Basic Square
bottom of page