top of page

البعث وثورة 26 سبتمبر في اليمن


مقدمة :

شهد الوطن العربي عامر1947وفي السابع من نيسان تأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي بسب ما يعانى الوطن العربي من استعمار وتخلف وجهل وأنظمه حاكمة عميلة ، كما أنه اتخذ من الأسلوب الثوري طريقه للعمل بين الجماهير لتغير الواقع تغير ثوريا قطعياً فكان مجاله النضالي بعد التأسيس سوريا والعراق ولبنان ومصر وصلت أهداف الحزب ونضاله لليمن بداية الخمسينات عن طريق المعلمين العرب في جنوب اليمن والطلاب الدارسين في شمال الجزيرة العربية سوريا والعراق .

وتأسس المؤتمر العمالي وحزب الشعب الاشتراكي كواجهة للحزب في جنوب اليمن بأهدافه الوحدة والحرية والاشتراكية وناضل الحزب هناك ضد المستعمر البريطاني وأُنشأت صحيفة البعث في بداية عام 1955 وكانت تحمل شعارات حزب البعث وهي الناطقة باسم المؤتمر العمالي بالجنوب ، وظهر بعد ذلك بقليل الحزب في شمال اليمن ولكن بسبب واقع التخلف الذي فرضة النظام الرجعي الإمامي الكهنوتي ظهر بعد جنوب اليمن بقليل ، وشهد شمال اليمن ثورات وانتفاضات ضد حكم الإمامة الأسري البغيض المذهبي الطائفي الرجعي السلالي عام 1948 وعام1955 ولم يكتب لها النجاح لأسباب لا داعي لذكرها هنا ولكن بسبب فشل هذا التحرك الثوري تحرك النظام الرجعي وأعدم ونكل بالكثير من المناضلين على مستوى شمال اليمن ، وعلية ظهرت كوكبة من المناضلين الثوريين بفكر قومي لا تقبل بالمهادنة مع الاستعمار ولا الرجعية وكان لهم شرف تفجير ثورة عظيمة جداً على مستوى الوطن العربي عموماً واليمن خاصة أخرجت المواطن اليمني من ظلام الحكم الرجعي الإمامي إلى نور الثورة والجمهورية الخالدة .

البعث وثورة سبتمبر :

انتشرت أفكار حزب البعث العربي الاشتراكي في شمال اليمن وفي أوساط الطلاب في مدرسة الأيتام والمدرسة العلمية والثانوية وشاهد هؤلاء الطلاب انتكاسات الثورات السابقة فقرر الكثير من هؤلاء الطلاب التوجه نحو الكليات العسكرية لتحقيق الفعل الثوري ضد نظام قاسي مجرم متخلف ومنه إنشاء تنظيم عسكري ومدني من خلاله إحداث ثورة شاملة ضد هذا النظام المتخلف .

تنظيم الضباط الأحرار وعلاقته بالبعث :

جاء هذا التنظيم عن طريق فكر جمعي بين عدد من الضباط المرتبطين أصلاً بفكر ثوري هو فكر حزب البعث وجاءت هذه الفكرة من ضباط أصحاب مراتب أولية ملازمين وخرجين جدد من الكليات العسكرية ، ففي عام 1960 بداء تكوين هذا التنظيم العسكري كما ذكر ذلك الرفيق أحمد الرحومي ، أحد مؤسسي تنظيم ضباط الأحرار مع رفيقه علي عبد المغني في شهادته في كتاب ثورة 26سبتمبر دراسات وشهادات للتاريخ بالنص ( كان أعضاء الهيئة التأسيسية يراعون في تشكيل الخلايا عدم معرفة الخلايا لبعضها البعض حرصاً على سرية التنظيم وقد بدأت عملية تشكيل الخلايا أوائل 1960 ) ، مما يؤكد وجود تنظيم فعلي قبل هذا التاريخ يعمل بشكل سري وهو مكون فعلياً بتوجيه من ( حزب البعث ) لا كما يذكر البعض أنه أُنشأ أواخر عام 1961 ، بل أن الرفيق علي عبد المغني انتقل لتعز بعد تشكيل التنظيم بصنعاء لكي يُنشئ التنظيم فيها كونها مقر تواجد الإمام الرجعي أحمد حميد الدين وقد وفق في ذلك .

كما ذكر عبد الكافي الرحبي في كتاب ثورة 26سبتمبر دراسات وشهادات لتاريخ المجلد الثالث بأن ( الشهيد الملازم عبدالرحمن المحبشي كان من طلاب كلية الطيران ومنتمي لحزب البعث ولولا هذا الانتماء ما تم تنظيمه في تنظيم الضباط الأحرار ) . إن حزب البعث استطاع تكوين تنظيم عسكري سري ومغلق على أفراده أوائل 1960 ولكن ولظروف التهيئة للثورة أُدخل الضباط الأحرار ضباط ذوي مراتب عليا في التنظيم لضمان نجاح الفعل الثوري والثورة وبمعنى آخر كان لحزب البعث تنظيم عسكري داخل تنظيم الضباط الأحرار الشامل ، ويتضح من القسم الذي كان يقسم به الضباط الأحرار مدى ارتباطهم القومي فلقد كان القسم ( أقسم بالله العظيم وبالإسلام الذي أدين به وبكل المقدسات الوطنية أن أكون جندياً مخلصاً في جيش العروبة ........ ) ، كما أن حزب البعث العربي الاشتراكي قد كان أكثر المنظمات الحزبية وجوداً بالساحة اليمنية وأقدمها وكون أفكاره وشعاراته كانت مشبعة للتعطش الشباب الفكري تلك المرحلة فقد انخرط فيه العديد من الشباب العسكري ضباطاً وطلاباً حتى إنشاء وميلاد تنظيم الضباط الأحرار هذه العبارات وجاءت في كتاب أسرار ووثائق الثورة اليمنية مما يؤكد وجود الحزب قبل هذا التاريخ المكون لتنظيم الضباط الأحرار وعليه أصبح تنظيم الضباط الأحرار هو حزب البعث ، بل أن بعض الرفاق المناضلين كان لهم مسؤولون حزبيون من العسكريين حيث ذكر الرفيق عبد الوهاب جحاف أنه لم يكن يتحرك بأي عمل وهو الذي يعمل بإذاعة صنعاء دون الرجوع لمسئوله وهو الرفيق علي عبد المغني رحمة الله .

كما أن الانتساب للتنظيم كان بشروط وبتزكية عضوين من التنظيم ، وأن الهيكل التنظيمي لتنظيم الضباط الأحرار كان يتطابق مع الهيكل التنظيمي لحزب البعث فهو يتكون من قاعدة تأسيسية ( مؤتمر الفرقة ) يتبع قيادة مكونة من خمسة أفراد يتم انتخابها كل فترة زمنية وهي مسؤولة عن تشكيل الخلايا وقيادتها وتطوير قدراتها الفكرية والثقافية كما على جميع أعضاء التنظيم دفع مبلغ مالي كاشتراك شهري وبهذا يتضح لنا أن التنظيم يشابه إن لم يكن هو حزب البعث من جميع النواحي وفكر البعث هو من يقوم بتوجيهه ، كما أن أهداف تنظيم الضباط الأحرار تتلائم وفكر البعث وهي :

  1. التحرر من الاستبداد وإقامة حكم جمهوري .

  2. بناء جيش وطني .

  3. رفع مستوى الشعب .

  4. إنشاء مجتمع ديمقراطي .

  5. تحقيق الوحدة الوطنية في نطاق الوحدة العربية الشاملة .

  6. احترام المواثيق الدولية والتمسك بالحياد الإيجابي .

ولقد استطاع الجناح المدني للحزب مشاركة رفاقه في هذا الفعل الثوري والمساهمة الفعالة من خلال أعمالهم بالإذاعة منهم الرفاق الدكتور عبد العزيز المقالح وعبد الوهاب جحاف وعبد الله حمران ومحمد الفسيل وغيرهم .

وبسبب أن أكثر من في تنظيم الضباط الأحرار من ذوي الرتب الدنيا تم التواصل بضباط آخرين من ذوي الرتب العليا ليشاركوهم ثورتهم وتم التواصل بكل من عبد الله السلال وحمود الجائفي وهم من درسوا في كليات العراق العسكرية ، وقد تواصل التنظيم من خلال الشهيد علي عبد المغني بالقيادة المصرية لضمان نجاح ومساندة الثورة ، وكما يتضح كدليل توجه التنظيم بفكر البعث ولكي تنجح الثورة عربياً ويمنياً يقودها البعث وبمساندة من الحزب تم الاتفاق بموعد يوم الثورة وهو يوم 23 سبتمبر وتم التواصل بجنوب اليمن بالمؤتمر العمالي وحزب الشعب الاشتراكي ( واجهات حزب البعث للعمل السياسي والجماهيري بجنوب اليمن ) وفعلاً بدأت الدعوة في هذا التاريخ لعمل إضراب ومظاهرات بعدن ضد المستعمر البريطاني لكي يصرف النظر عن ما سيقوم به ثوار صنعاء وحتى لا يساعد الأجنبي نظام الإمام ضد الثورة ولكن بدل التاريخ بيوم 26 سبتمبر .

كما أن مستوى علاقة التنظيم بالحزب يتضح من خلال عدد القيادات البعثية المسيطرة عليه من خلال الانتخابات الدورية وهي كالتالي :

الاجتماع الاول : 1) ملازم صالح الأشول ( مستقل ) ، 2) ملازم أحمد الرحومي ( البعث ) ، 3) ملازم علي الجائفي ( البعث ) ، 4) ملازم حمود بيدر ( البعث ) ، 5) ناجي علي الأشول ( البعث ) .

الاجتماع الثاني 5 شوال 1381 هجري : 1) عبداللطيف ضيف الله ، رئيساً (البعث ) ، 2) علي عبد المغني ( البعث ) ، 3) أحمد الرحومي ( البعث ) ، 4) ناجي علي الأشول ( البعث ) ، 5) صالح الأشول ( مستقل ) .

الاجتماع الثالث 5 محرم 1382 هجرية : 1) عبد اللطيف ضيف الله ، رئيساً ( البعث ) ، 2) علي عبد المغني ( البعث ) ، 3) صالح الأشول ( مستقل ) ، 4) أحمد الرحومي ( البعث ) ، 5) حمود بيدر ( البعث ) .

وفى الاجتماع الأخير قبل الثورة في 5ربيع أول 1382 : 1) علي عبد المغني ، رئيساً ( البعث ) ، 2) عبد اللطيف ضيف الله ( البعث ) ، 3) أحمد الرحومي (بعت) ، 4-) صالح الأشول ( مستقل ) ، 5) محمد مطهر زيد ( البعث ) .

وبعد تفجير ثورة 26 سبتمبر بيوم واحد تشكل مجلس قيادة الثورة من تسعة ضباط هم :

  1. عبد الله السلال ، رئيساً ( مستقل ) .

  2. عبد اللطيف ضيف الله ، نائباً ( البعث ) .

  3. علي عبد المغني ( البعث ) .

  4. سعد الأشول ( البعث ) .

  5. أحمد الرحومي (البعث ) .

  6. صالح الرحبي ( البعث ) .

  7. حمود الجائفي ( مستقل ) .

  8. عبد الله جزيلان ( مستقل ) .

  9. محمد مفرح ( حركة القوميين العرب ) .

من خلال الاستعراض السابق يتبن حجم مشاركة الحزب في ثورة 26 سبتمبر كما أن الحزب قدم شهداء عظام في هذه الثورة العملاقة وجلهم من رفاق حزب البعث العربي الاشتراكي .

الخاتمة :

مما سبق يتضح لنا أهمية وحجم إسهامات حزب البعث وفكرة الثوري في تفجير ثورة 26 سبتمبر 1962 ، فلقد كانت رداً طبيعياً على جريمة الانفصال بين مصر وسوريا ، كما أنها كانت ولا تزال ثورة أخلاقية بما تعنيه الكلمة كما هو البعث دائماً ثورة أخلاقية تنادي بالنهوض لصالح الأمة العربية ، ولكن للأسف هناك الكثير من يتعمد تشوية تاريخ هذه الثورة وعلاقة البعث بها وذلك لأسباب كثير ، ولكن أولاً لابد من ذكر بعض الحقائق عن قائد هذا الثورة الفعلية وهو الشهيد الرفيق علي عبد المغني الذي شهد له الجميع بأنه المدبر والمفجر لثورة 26 سبتمبر كما ذكر ذلك آخر حكام اليمن الملكيين محمد البدر بن حميد الدين في كتابه ، كما شهد له الرئيس عبد الله السلال بأنه رجل الثورة الأول ، وكما أنه كان المتحدث الرسمي للتنظيم ومسؤول العلاقات العامة في الحوارات مع عبد الناصر والأحزاب السياسية على مستوى الساحة اليمنية .

أسباب تشويه علاقة حزب البعث بثورة 26 سبتمبر :

  1. عداء القيادة المصرية لحزب البعث بعد الانفصال مما جعل عبد الناصر يحارب كل توجه يقوده البعث .

  2. الضباط أصحاب الرتب العليا وتوجسهم خيفة من أن الضباط الأحرار سيقومون باستبعادهم بعد نجاح الثورة كما حدث في الثورة المصرية ، لذا عمد البعض منهم على التآمر على الكثير من الضباط الأحرار من ذوي الرتب الصغيرة واغتيال البعض منهم بمساعدة مصرية طبعاً ، وأكبر دليل أن يستشهد الرفيق على عبد المغني بعد أربعة عشر يوماً من الثورة .

  3. صدور قانون بقرار منع الحزبية والعمل الحزبي بتاريخ 2/1/1963 أي بعد ثلاثة أشهر من قيام الثورة بتوجيه مصرى حتى يتم تقليص عمل حزب البعث العربي الاشتراكي في اليمن الشمالي .

  4. نقمة بعض الأحزاب السياسية المناهضة لحزب البعث بسبب عدم مشاركة الكثير منهم في صنع هذه الثورة .

  5. بسبب مساندة الرجعية العربية عمل أنصار النظام القديم بعد مؤتمر حرض وعمران للمصالحة لتشوية صورة الحزب في اليمن الشمالي .

ولكن الحقيقة دائماً مثل ضوء الشمس لا يمكن أن تخبأ وتظهر جلية للعيان فحزب البعث حزب ثوري قدم ولازال يقدم الكثير على المستوي الوطني والقومي ، وفي اليمن قدم الكثير من الشهداء في سبيل ثورة عظيمة عملاقة شهد لها الجميع بأنها ثورة نقلت اليمانيين من العصور الحجرية للعصر الحديث وكل ذلك كان بعد الله وفضله ، ثم فكر ونضالات رفاق حزب البعث العربي الاشتراكي .

Featured Posts
Recent Posts
Archive
Search By Tags
Follow Us
  • Facebook Basic Square
  • Twitter Basic Square
  • Google+ Basic Square
bottom of page