الرفيق الدكتور خضير المرشدي - المؤتمر الشعبي العربي ، خطوة ثورية جريئة على طريق بناء جبهة القوى الشع
- عضو القيادتين القومية والقطرية
- 25 يناير 2018
- 2 دقائق قراءة

في خطابه بمناسبة الذكرى ٦٩ لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي دعا الرفيق القائد المجاهد العزيز ، عزة ابراهيم الدوري ، أمين عام حزب البعث العربي الاشتراكي ، والقائد الأعلى للجهاد والتحرير ، إلى إقامة جبهة القوى الشعبية العربية كمنطلق لوحدة النضال العربي في مواجهة أعداء الأمة ( الصهيونية العالمية والفارسية الصفوية ) ، ولغرض تنفيذ هذه الدعوة الثورية الكريمة من سيادته ، والبدء بوضع الأسس الأولى لبناء هذه الجبهة ، فقد وجه بالتحضير لعقد المؤتمر الشعبي العربي ليكون الحاضن لولادتها وإكمال بناء هياكلها التنظيمية ، واستمرت التحضيرات لمدة سنة كاملة وبجهد متواصل ، حتى انعقد المؤتمر في تونس للفترة من ٩ إلى ١١ كانون الأول ٢٠١٧ بحضور أكثر من ٦٠٠ شخصية عربية ، كان من بين أعضائه رؤساء وممثلي أحزاب عربية من مختلف أقطار الأمة واتحادات ومنظمات مجتمع مدني ووزراء وبرلمانيين سابقين وشخصيات سياسية وشعبية ومهنية ، وكان موقف الجميع واحداً ومتقارباً من حيث شعورهم بخطورة التحديات التي تواجه الأمة ، وعزمهم على التصدي لها ومقاومتها .
إن هذا التقارب بين فئات مختلفة في التفكير والأسلوب السياسي ومتفاوتة في الظروف الاجتماعية لم يكن سببه الظرف الذي تمر به الأمة وخطورته وشعورهم بأن الخطر إذا وقع لن يستثني أحداً ، وإن ناره ستلتهم الجميع فحسب ، بل إن السبب الرئيسي تنامي الوعي العربي بعد احتلال العراق وتدميره ونتائج هذا الاحتلال وتداعياته التدميرية التي أصابت الأقطار العربية ، والتي كانت الدافع وراء نقاط الالتقاء بين قوى الأمة لكي تنمو وتنضج وتتجاوز نقاط الاختلاف في الموقف والرؤية ، فلم تكن المصالح هي التي جمعت هذه القوى في هذا اللقاء القومي التاريخي الكبير ، بل إن الحس القومي والحاجة العربية لمواجهة التحديات وبناء مشروع النهضة الحضاري هو الذي كان الدافع وراء اتخاذ القرارات الثورية التي خرج بها المؤتمر في بيانه الختامي الشامل .
ولكي يأخذ هذا المشروع العربي مداه الواسع في النمو والتأثير عربياً ودولياً فلا بد من توفير بعض الشروط الأساسية ، وأول شرط من هذه الشروط هو أن يكون هذا الملتقى إيجابياً وخلاقاً ومنسجماً مع أهدافه ويعمل أعضاءه بروح الفريق الواحد ، وأن يجمع الإمكانيات العربية ويوحدها ويضاعفها ، وينفتح على جميع القوى والأحزاب والحركات العربية التقدمية إستناداً لما تضمنته رسالة الرفيق المجاهد عزة ابراهيم ، أمين عام البعث ، في تقييمه للمؤتمر وإشادته بجهود اللجنة التحضيرية وتعبيره عن فرحه بهذا الإنجاز الكبير ، وذلك لضم هذه الأحزاب التي لم يتسنى لها الحضور إلى الجبهة القومية الشعبية التي أقرها المؤتمر ، وفق خطة عملية شاملة وطموحة تستطيع الأمانة العامة تنفيذها بسهولة ويسر واستقلالية تامة ، والتي تعتبر هذه الاستقلالية صمَام الأمان لنجاح المؤتمر وتقدمه ليصبح مؤسسة عربية شعبية فاعلة ومؤثرة .
إن ما يعطي هذا المؤتمر أهمية إستثنائية هو أن الدعوة إلى وحدة الصف لم تأت من حكومات أو مؤسسات رسمية أو بدعم منها بل جاءت بمبادرة من حزب البعث العربي الاشتراكي وقيادته القومية المناضلة التي بذلت جهوداً كبيرة في دعوة الأحزاب والشخصيات العربية وتأمين حضورها للمؤتمر ومشاركتها الفاعلة فيه ، ولاقت هذه الدعوة إستجابة حرة من القوى والشخصيات العربية في مختلف أرجاء وطننا العربي الكبير والتي تجاوبت معها أعمق وأسرع تجاوب ، وكانت الدعوة بمثابة نداء صادق وصريح للمناضلين ، واستنهاض للمترددين ، وإحراج للمتآمرين .
فبعد هذه الخطوة ، أمام قيادة المؤتمر وأمانته العامة فرصة تاريخية ومسؤولية كبيرة للنهوض بالعمل الشعبي العربي وتجسيره وتحقيق أهم هدف تسعى الأحزاب والقوى والحركات والشخصيات الوحدوية العربية تحقيقه ألا وهو هدف وحدة النضال العربي في إطار جبهة كفاحية ثورية تقدمية لمواجهة أعداء الأمة ومقاومتهم ، تلك هي ، جبهة القوى الشعبية العربية .