top of page

بعد استشهاد علي عبد الله صالح ، هل يمكن الانتظار ؟


علي عبد الله صالح يلتحق بكواكب شهداء الأمّة العربية مغدوراً بخنجر قبضت عليه يد حسن الصباح التي تعرف كيف تقتل وأين ومتى ولمن وسط تشجيع واضح ممن يبدو في الظاهر عدواً للقاتل لكنه محرضه وداعمه .

هذه اليد هي التي اغتالت القائد الشهيد صدام حسين ، وهي التي دمرت العراق وسوريا واليمن وهي التي تجر لبنان رغماً عنه إلى الخراب كالعراق وسوريا واليمن ، وهي التي تهدد مباشرة دول الخليج العربي ناهيك عن تهديد كافة الأقطار العربية بفتن طائفية مدمرة رأيناها في العراق وسوريا ولبنان واليمن ! ، فهل بعد هذا ما يوجب الانتظار ؟ ، والسكين الإيرانية وصلت إلى رقاب العرب ومُددوا على الأرض منتظرين جز الرقبة .

دلالة اغتيال الشهيد علي عبد الله صالح واضحة فهي رسالة للعرب كلهم تقول بالقلم العريض : نحن آتون غداً او بعد غد فارفعوا الراية البيضاء الآن لتسلموا ! ، وهذه الرسالة سبق وأن بعثها سيد القاتل عند اغتيال الشهيد القائد صدام حسين لكل العرب ، ولكن مع الأسف فإن القادة العرب ورغم أن أجسادهم قد اقشعرت رعباً فإنهم سرعان ما نسوا دلالاتها نتيجة التطمينات الأمريكية المخدرة كما تخدر الخرفان قبل الذبح لمنعها من الرفس ! ، فكانت النتيجة هي وصول الفرس إلى عقر دار من لم يستعد ويتحصن ويتعلم من درس العراق وبقي يتقبل حقن التخدير ! ، الآن معركة اليمن وبعد ما حصل تحولت إلى نقطة تحول خطيرة جداً فإما أن تُعاد اليمن عربياً بتحريرها من نغول الفرس الحوثيين بموقف عسكري عربي واحد قوي وشجاع أو أن تستكلب الحوثية وتنتقل وبسرعة إلى السعودية ودول الخليج العربي كلها خصوصاً إلى قطر ، ومن النخيب في العراق سيتقدم حسن الصباح لإنهاء السعودية وتقسيمها وسط تصفيق حاد لنتياهو ، أما ترامب فسوف يلتزم صمت من ينفذ عملاً مناقضاً لوعوده .

إنها معركة الوجود والمصير ولا مجال فيها للاجتهاد والتردد من قبل دول الخليج العربي ومصر التي تشتعل فيها نيران الإرهاب الدموي وتتصاعد بمعادلات هندسية مرعبة مما يجعل مصير العرب مظلما ً، لدرجة الموت رعباً ، ما لم يبادروا لتحرير صنعاء بلا إبطاء . وتحرير صنعاء الآن مناسب لعدة أسباب ، منها أن العملية التي أطلقها الشهيد علي عبد الله صالح مازال زخمها كامناً خصوصاً في النفوس المعذبة والآلاف في صنعاء وفي محيطها الجبلي تغلي غضباً ، فلا تضيعوا فرصة العمر واختصروا الأرواح اليمنية والسعودية والخليجية التي ستزهق إذا تقاعستم الآن وضيعتم فرصة تحرير صنعاء الحبيبة . كما أن الغضب من الاغتيال في اليمن شامل فحتى من كان ضد الشهيد علي عبد الله صالح يقف الآن متعاطفاً معه نادماً على عداءه له ، أغلب أبناء اليمن شرفاء وليس فيهم من يحمل أخلاق الغدر الفارسي غير الحوثيين ، فإلى الطرق على الحديد وهو ساخن ولا تتركوه يبرد وإلا سيكون عليكم أن تواجهوا كوارث أكثر رعباً .

أيها العرب حكاماً قبل المحكومين تأملوا قليلاً : هل هي صدفة أن يتم اغتيال الشهيد علي عبد الله صالح في نفس شهر اغتيال الشهيد صدام حسين وفي نفس يوم اغتيال الشهيد معمر القذافي ؟ ، أم أنها رسالة تأكيدية بأن ما يحصل مخطط مسبقاً وتنفذه إسرائيل الشرقية وراءها ويدعمها من يتظاهر بأنه ضدها ؟ .

علي عبد الله صالح شهيد الأمّة العربية وليس شهيد اليمن فحسب لسبب لا يقبل الاجتهاد فبما أن معركتنا مع إسرائيل الشرقية هي معركة الوجود القومي كله فإن استشهاد علي عبد الله صالح وهو يخوض هذه المعركة بشجاعة الفرسان يتوّجه شهيداً بلا منازع ، أما ما عدا ذلك فتفاصيل ثانوية . أيها العراقيون تذكروا مايلي : عندما بحثتم بعد غزو العراق عن ملاذ آمن وبعد أن أُغلقت الأبواب بوجوهكم وجدتموه في اليمن بقرار من الشهيد علي عبد الله صالح والذي لم يكتفي بتوفير الملاذ الآمن بل وفر لكم العمل الشريف رغم أن اليمن أفقر قطر عربي ! ، فكيف نرد جميل من وفر لآلاف العراقيين الملاذ الآمن والعمل والإقامة في حين أن أغلب الأقطار العربية رفضت حتى منح الفيزا للعراقي ؟ ، وربما نسى البعض حقيقة مشرفة وهي أن الشهيد علي عبد الله صالح وقف مع العراق أثناء العدوان الإيراني فأرسل جيش اليمن إلى العراق ليقاتل مع أشقاءه العراقيين ، وسقط شهداء يمنيون ، ألا توجب الأخلاق السامية تذكر ذلك الموقف النبيل ؟ ، أليس من الحكمة ونحن نخوض حرب تحرير العراق أن لا نعطي الانطباع بأننا لا نحفظ للناس حقوقهم فينفضوا من حولنا ؟ .


Almukhtar44@gmail.com

5-12-2017


Featured Posts
Recent Posts
Archive
Search By Tags
Follow Us
  • Facebook Basic Square
  • Twitter Basic Square
  • Google+ Basic Square
bottom of page