top of page

جومرد حقي إسماعيل - الدروس الفوائد في استشهاد القائد 27 الرضا



الدروس الفوائد في استشهاد القائد

الدرس السابع والعشرون – الرضا


جومرد حقي إسماعيل


الرضا مقام من مقامات المحسنين ، حيث الرضا والتسليم المطلق لقضاء الله وقدره وإرادته ، ومن وُفِقَ لهذا المقام فإنه داخل في رضا الله سبحانه القائل { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } .

والرضا عند المحسنين لا يُخالطه جزع ولا فزع ، قلوبهم مطمئنة بدوام حال الذكر ، يعبدون الله ليس طمعاً بجنته ولا خوفاً من نار جهنم ، إنما يعبدون الله لأنه يستحق العبادة حيث استقرت الأنوار القدسية في قلوبهم فتشع محياهم بالنور الرباني إذا رأيتهم ذكرت الله تعالى بهم .

والمحسن في مقام الرضا كما في بقية المقامات ، يوفقه الله تعالى إلى النطق بالشهادتين عند حضور الموت حيث كتبه الله تعالى في أهل الفلاح ، ويقول حضرة سيدنا محمّد ، صلّى الله تعالى عليه وسلّم (( من كان آخر كلامه لا إله إلا الله ، دخل الجنّة )) .

والمتتبع لحياة القائد الشهيد ، صدام حسين المجيد ، وسيرته الجهادية عبر مسيرته النضالية في صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي سيعلم أنه لم يُرى يوماً أنه كان جزعاً ولا فزِعاً ، بل تحلى بالصبر في مقام الرضا ، وكان مالك لنفسه بسمو المعاني الروحية في عمقه وقلبه وقد أشرى نفسه لله خالقها ، عرفناه في مجمل حياته ، في السلم والحرب ، في البناء والعلم ، كان راضياً بما قد كتبه الله تعالى له من حصيلة ونتائج عمله ونضاله وهو في الموقع الأول من المسؤولية على مستوى الحزب أو الدولة ، وقد استمد الشعب معاني الصبر والرضا من حضوره المتواصل بين أبناء شعبه سواء في مسكنهم أو مواقع عملهم ، فتمثل العراقييون بأبهى معاني الصبر والرضا حيث اشتدت عليهم المؤامرات الدولية المتمثلة بخبائث وإجرام أمريكا والصهيونية والصفوية الإيرانية ومن لف لفهم ، فكان صمودهم الأسطوري سبباً في أن تجيش أمريكا جيوش العالم لغزو واحتلال العراق العظيم ، ولأن القائد الشهيد قد استقر به حال الرضا فقد وجدناه يتقدم رجال المقاومة والقوات المسلحة العراقية المجاهدة في تصديهم ومقاتلتهم لقوى العدوان والإجرام ، فكان وكانوا بحق رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، وقد استقروا في مرتبة الإحسان بفضل من الله وتوفيقه .

وعندما ننتقل إلى مشاهد مسرحية المحكمة ، وجدنا قائدنا الشهيد ومعه رفاقه الأبرار في قمة معاني الرضا والتسليم ، فثبتهم الله بالقول الثابت وثباتهم العقائدي حيث اطمأنت قلوبهم برضا الله وما أعدده الله تعالى لهم من نعيم الآخرة ، فما وهِنوا وقد كانوا هم الأعلون وكانت هيئة المحكمة المزعومة هم الأدنون عليهم سخط الله وعذابه .

ومن على منصة الشهادة ، وقف القائد الشهيد راضياً وراضٍ الله عنه ، وقف ليُعطي أمّته ورفاقه درساً في الرضا والتسليم لأمر الله تعالى وإرادته ، درساً في أن الرضا سبب في أسباب الفلاح ورضا الله والفوز بمقعد صدق عن مليك مقتدر ، تبسَّم وبسَّم ، ليرى مقعده في الجنّة ، وليثبته الله تعالى بالقول الثابت ويوفقه في ذكر الشهادتين ليشهد العالم كله له أنه من أصحاب الجنّة ومصداقاً لحديث نبينا الأكرم محمّد ، صلّى الله تعالى عليه وسلّم .

بسم الله الرحمن الرحيم { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } .

والله أكبر ، وليخسأ الخاسؤون

Featured Posts
Recent Posts
Archive
Search By Tags
Follow Us
  • Facebook Basic Square
  • Twitter Basic Square
  • Google+ Basic Square
bottom of page